الأحد، 19 يناير 2014

و ل"نعم" عشر فوائد

شهدت مصر فى يومى الرابع عشر و الخامس عشر من شهر يناير لعام 2014 ملحمه وطنيه و موقعه حاسمه فى معركة الوطن ضد الارهاب و الخيانه و هى موقعة الاستفتاء على الدستور , هذا الحدث الذى اعتبره الكثيرون حال نجاحه هو البدايه الحقيقيه لعهد مصرى جديد يسطر فيه الشرفاء من بنات و ابناء هذا الوطن تاريخا مشرقا و خطوه هامه تتبعها خطوات لا تقل اهميه و لكن دائما ما تكون البدايه صعبه و بها يتحدد شكل المرحله القادمه بكل ما تتضمنه من استحقاقات و مسئوليات
و هذه الخطوه المفصليه التاريخيه لا يجب ان تمر مرور الكرام دون ان نستخلص منها معانى و اعتبارات و مواعظ تظل موضع فخر و اعزاز و تروى لكل جيل كنموذجا مشرفا يحتذى به و يعرف به الطريق نحو وطن أمن و مستقر
قرر المصريون و بأجماع شعبى غير مسبوق ان يقولوا نعم لدستورهم الذى وضع فى ظروف توصف بأنها الاصعب خلال العقود الثلاث الاخيره من تاريخ مصر , و مع ذلك و امام اصرار الشعب و وحدته , ذهبوا و قالوا نعم و كانت هذه الكلمه رغم بساطتها الا انها حملت فوائد حاولت ان الخصها فى عشر نقاط :
اولا : من الناحيه العدديه , فقد كانت كلمة المصريين "نعم" و التى تعنى الموافقه على الدستور هى اكثر من ضعف اعداد من وافقوا على دستور 2012 , ففى الوقت الذى بلغ الموافقون على دستور 2012 قرابة العشرة مليون صوت , وافق على دستور 2014 ما يزيد عن 20 مليون مصرى , ولا اتحدث هنا عن نسبة المشاركه الكليه و التى ايضا تفوقت تفوقا كبيرا فى 2014 , و لكن نتحدث عن نسبة ال "نعم".
ثانيا : كشفت موقعة الاستفتاء عن حقيقه هامه , و هى ان الخونه و الارهابيين و ادعياء الوطنيه و الدين و المتاجرون بألام المصريين و دمائهم , هم فى حقيقة الامر اقليه , لا يشكلون و لو حتى جزءا من قوام الجسد المصرى , و عندما قرروا و اعلنوا انهم مقاطعون للتصويت , تضاعفت نسبة التصويت و المشاركه و زاد التوافق و الاجماع الشعبى و هو ما يعنى انهم لا تأثير لهم نهائيا , بل ان غيابهم كان باعثا ايجابيا على اظهار حقيقة اعدادهم الزائفه , و انهم اقليه لا تذكر.
ثالثا : وراء كل عظيم , امرأه مصريه , كنا بالميدان خلال ثورة 30 يونيو نهتف " قالوا صوت المرأه عورة , صوت المرأه يصنع ثورة " , اثبتت المرأه المصريه انها قادره على صنع المعجزات , و هو ليس جديدا او مستغربا على المرأه المصريه الاصيله , لكن الجديد هو هذا العدد و الحماس و الوعى و الجديه و الاصرار الذى اظهرته المرأه المصريه خلال الاستفتاء , و ليس الفائده الوحيده هو ارتفاع مؤشرات المشاركه فقط , الامر الاهم , هو انها الأم , المربيه للأجيال القادمه , و هو ما يبعث رسالة طمأنه ان الاجيال القادمه و التى سوف تتربى فى مدرسة هذه الام المصريه العظيمه سيكونون على نفس القدر من الوطنيه و الشرف و الوعى و تحمل المسئوليه , و لعل الفريق السيسى كان مقدرا و فاطنا لدور المرأه المصريه الحقيقى فى المجتمع و توجه لها بكلمة خاصه فى دعوته للمصريين للنزول للأستفتاء , فالمرأه المصريه العظيمه لا تتوقف عن ابهار العالم بقوتها و لا ترضى ان يكتب تاريخ مصر دون ان تكون بصمتها فيه هى الاهم و الاكبر تأثيرا .
رابعا : يفاجئك المغيبون و الجهله و الجاحدون كل يوم بالجديد , فكان اخر ما خرجوا به علينا هو اتهامهم لكبار السن انهم هم الكتله الاكبر التى شاركت فى الاستفتاء , و كأنه عيب , لقد عانت مصر من الطيش و التهور و الفوضى التى احدثها الشباب و المراهقون , ليس عن قصد , و لكن لقلة الخبره و نقص الوعى و نتيجة غضبهم المستحق من الفساد الذى عانوا منه و هم فى بداية سنين عمرهم , مما دفعهم للانقياد وراء هتافات مرسله و افكار لا يدركون خطورتها , فكان لابد لجيل العقلاء و الحكماء و اصحاب الخبره من الاباء و حتى الاجداد ان يتدخلوا لينقذوا ما يمكن انقاذه , المستقبل هو لشباب هذا الوطن من الواعيين و المثقفين و الشرفاء و لكن دون الخبره و الرؤيه الواسعه و الادراك الواعى قد يتحول مجهودهم لبناء الوطن الى طيش و فوضى , فالكبار لا يتوقف دورهم ابدا طالما قطار العمر لا يزال يجرى بهم , و من حقهم الدفاع عن ما اجتهدوا فيه لبناء مستقبلهم و مستقبل ابنائهم , و كانت عودتهم للشارع مفاجئه لمن تلاعبوا بعقول الشباب و ظنوا ان لا كبير لهم.
خامسا : انتهاء اسطورة حزب الكنبه , الذى تحدثوا بأسمه و استهانوا به و ظنوا ان لا صوت له بل انهم بنوا كل ما كانوا يخططون له على اساس سلبيته , و لكن تماديهم فى الغباء و الطمع و التأمر و ما احدثته اصواتهم المتعاليه و ضجيج تفجيراتهم كان موقظا لصمت الشعب فخرج ليعلنها ان لا صوت يعلو فوق صوت الاراده الشعبيه المصريه و لا احد يتحدث بأسم الشعب الا الذى يختاره الشعب و يتوافق عليه , و اخرست كلمه "نعم" كل الالسنه و الاصوات الا صوت المصريين الشرفاء.
سادسا : وجد المصريون فى موقعة الاستفتاء فرصه ثانيه ليعبروا للجيش و الشرطه عن مدى امتننانهم و تقديرهم لما يقومون به من تضحيات و مجهودات لاستعادة الامن و بث الشعور بالامان فى نفوس المواطنيين و ليقولوا لهم انهم من خلفهم يساندونهم , و لم تكن معادله من طرف واحد , بل ان الجيش و الشرطه ايضا ازداد لديهم الشعور بالمسئوليه ,و ازداد حرصهم على امن المصريين و نشر الطمأنينه فى الشارع كى ينزل المواطنون و يعبروا عن رأيهم و يكتبون دستور وطنهم.
سابعا : رقص المصريون فرحا , فلا فرحة تضاهى ان يسترد المرء حقه فى التعبير عن وطنيته و ان يشعر ان صوته و نزوله يمثل فارقا فى مسار بلاده و انه بيده يكتب خارطه طريق المستقبل , خاصة و انه حرم من هذا الحق سنينا طويله و حتى بعدما اوهمه المستغلون كذبا ان حقه قد عاد بعد الثوره , وجد ان القهر و التهميش يزدادون وحشيةً و ارهابا , فكان الرقص و التغنى اثناء الاستفتاء يعكس مدى الكبت و القسوه الذى تعرض له الشعب و انه تعلم اليوم معنى السعاده الحقيقيه التى لن يتنازل عنها مرة اخرى.
ثامنا : كان يومى 14 و 15 يناير بمثابة عملية فرز حقيقى و تطهير , ليرى الوطن و المواطنون من هو معهم و يقف فى صفهم مدافعا و حارسا و مساندا و من هو مدعيا و زائفاً بل و خائنا احيانا , اصابت الهيستيريا و الجنون كل التيارات المعاديه لمصلحة مصر و حاولوا ان يقذفوا بالاتهامات و الشبهات و لكن لم يكن لكذبهم اى صدى الا انه اظهر مدى قبح نفوسهم و انه لا مكان لهم بقطار الوطن الذى بدأ فى التحرك و لن يوقفه شيئا بعد اليوم.
تاسعا : كان اقرار الدستور و بأجماع شعبى غير مسبوق هو حقا شهادة وفاه للأرهاب , ليس بصوره عمليه , حتى انه من المتوقع ان يزدادوا فى ارهابهم و جنونهم , و لكن وفاتهم مجتمعيا , فقد اصبح للمصريين شرعيه وطنيه توافقيه جديده , هى شرعية 30 يونيو و شرعية دستور 2014 , و هى شرعية كاسحه انتزعت الارهابيين و الخونه و المخربيين من قلب هذا الوطن و القت بهم الى مقصلة التاريخ , و بلا رجعه.
عاشرا و اخيرا : قال المصريون بالملايين "نعم" , نعم لدستور مصر , و عيونهم فى حقيقة الامر على ما هو ابعد من هذه الوثيقه الوطنيه , فهم كانوا يصوتون و هم يحملون صور الفريق عبد الفتاح السيسى , هذا الرجل الذى توفرت فيه صفة نادرا ما توجد بقائد و بهذا الاجماع , و هى ثقة الناس به و حبهم له , فقد اصبح جليا ان الفريق السيسى يتوجه بكلمات يمس بها قلوب المصريين و يطلب منهم شيئا بود و "عشم" , فتجد الملايين تلبى هذا النداء احتراما و ثقة و حبا , فبعيدا عن البرامج الانتخابيه و المناظرات و اختلاف الاراء المشروع , مجرد وجود هذه الروح بين القائد و جنوده , بين الرئيس و الشعب , كفيله بأن تضمن النجاح و تجعل القائد و الرئيس يستميت فى تحقيق طموحات و احلام هؤلاء الذين احبوه و وثقوا فيه و تجعل الشعب يصبر و يحتمل و يعمل كل ما فى وسعه بكل رضا و حب لأنجاح مشروع بناء الوطن.
اصبح ترشح الفريق السيسى ضروره ملحه , فقد ارسل له الشعب رساله واضحه , اكثر من 20 مليون نعم لك يا سيادة الفريق حبا و ثقةً.

لقد كان عبورا ثانيا و نصرا مبينا , و ينتظر الملايين و يؤجلون فرحتهم الكامله و احتفالهم الى يوم انتهاء خارطة المستقبل , فمعركتهم لم و لن تنتهى الا حين تصبح مصر ... أد الدنيا.

الزعيم

نعم .. لا احد يستطيع ان ينكر ان الفريق السيسى هو و بلا ادنى شك رجل المرحله , هذه الفكره تزعج الكثيرين من اشباه المصريين و الحاقدين على كل ما هو وطنى , و لكنها حقيقه قد تدفعهم الى يغمضوا اعينهم و يصموا اذانهم عن وجوه المصريين و نبض قلوبهم الطاهره و هم يتغنون حبا و ثقة فى الفريق السيسى
لم يكن الفريق السيسى فقط هو الشخص الذى تفاعل مع الاحداث و مع حركة الشعب فى 30 يونيو , بل اخذ على عاتقه مسئوليه قلما يقرر احد يتخذها , و هى مسئولية صناعة الحدث و ليس التفاعل معه فقط , فتحول من شخص مسئول يؤدى واجبه الوطنى تجاه الدوله , الى زعيم , حقق للشعب حلمه و ازاح من على صدورهم هم ثقيل كان جاثما و صنع لهم خارطة طريق لمستقبل بلادهم كما يحلمون بها .
و يذهب هؤلاء الكافرون بكل معانى الوطنيه و الوعى المصرى الفطرى الى ان غياب البدائل السياسيه و غياب الاسماء السياسيه الرنانه هو ما يدفع الناس الى تأليه الفريق السيسى , مخطئون , و الأسوء انهم يعلمون انهم مخطئون و لكنهم يخشون من فكرة الاجماع الشعبى على شخص بعينه , يريدون ان تظل الساحه المصريه مهترئه و مفككه دون ان تجتمع على قلب واحد و رأى واحد , المصريون لا يعبدون الاشخاص و لا ينساقون لأوامر احد الا لما يأمرهم به ضميرهم الوطنى , هذا الضمير و الحس الوطنى الذى تراه فى عيون البسطاء و تسمعه من السنه من لم يكملوا حتى تعليمهم الى مستويات عاليه تسمح لهم بالظهور على الشاشات و الكتابه على صفحات الجرائد , المصريون يحبون و يثقون و يساندون من يرونه حريصا على الوطن و امينا على حياتهم و حياة اولادهم , ليس للمصريين مرشدا الا حسهم الوطنى , ذلك الحس الذى يشكك فيه و يصفه بنتيجة الجهل و القمع كل من هو كاره للوحده الوطنيه و خائف من يوما يجتمع فيه الشعب يدا واحده , فيكون هو اول من تصفعه هذه اليد صفعة تلقيه خارج المشهد و تطهر ارض مصر الغاليه من امثاله من الحاقدين.
لم ينادى الشعب الفريق السيسى لكى يكون رئيسا نتيجه غياب البدائل كما يدعون, بل نتيجة كثرة البدائل , فما اكثر تجار الدين و تجار الدم , و ما اكثر العملاء و الخونه , و ما اكثر اشباه السياسين و تجار الوطنيه و بائعى الكلام , ان نداء المصريين للفريق السيسى و تكليفه بأن يكون رئيسا لمصر ناجما عن وعى شعبى و رؤيه واضحه لما ألت اليه احوال البلاد نتيجة افعال هؤلاء المراهنون على سلبية و صمت الشعب و هؤلاء الواهمون ان الشعب سيظل يصدق من يبيع لهم وهم الحريه و العداله الاجتماعيه و هم انفسهم ابعد ما يكونوا عن هذه الافكار , فهم اسرى جماعه و عبيد للتمويلات و للشهره الاعلاميه و ينشدون حقا العداله , و لكن العداله فى تقسيم غنيمة مصر التى اغتنموها من جراء ما اغتصبوه من مكتسبات الوطن و ثورة شعبه .
نعم هى ثورة مضاده , من الغباء ان نرى من يتشدقون بأسم ثورة يناير يعكفون اياما و ليالى ليقولوا لم تحقق الثورة اهدافها و سارت فى طريق عكس ما كانت تنادى به , ثم يعترضون ان هناك ثوره مضاده ! بالطبع مضاده لما الت اليه الاوضاع منذ يناير 2011 , لتصحح مسار الثوره و تحقق ما يحلم به الشعب , ليس ما تحلمون انتم به.
ان الشعب الذى خرج فى 30 يونيو يطالب بحقه الذى سلب منه و يعبر عن صوته الذى اخرسوه من نصبوا انفسهم ليتحدثوا بأسم الشعب , خرج ايضا ليطالب الفريق السيسى ان يكمل جميله و يصبح رئيسا لهذا الشعب بكل حب و ثقه و اخلاص و وعى .. و هو تكليف شاق , نأمل ان يقبله هذا الرجل الذى وضعته الاقدار ليصبح واحدا من القليلين فى تاريخ مصر الذى يستحق اللقب ... الزعيم السيسى

و لا عزاء للحاقدين .....